هنا وجدت نفسى!!!!!!!!!!!!

فتحت عينى فى جهد بسبب شلال نور ينسكب على جفنى من شعاع الشمس المتسرب من

بين ثقوب النافذة الانيقة ....لم أكن أريد أن أصحو لا رغبه لى فى أن أصحو هذه الساعه ثم

لماذا أصحو أصلا؟؟ ماذا ينتظرنى يا ترى؟؟؟ لمجرد أن أكل وأشرب وألهو وأصنع الطعام وأقطع

وقتى الطويل الثقيل بمشاهدة التلفاز أو الجلوس لساعات على الانترنت بلا هدف محدد...؟!!!!

ومع هذا فقد قمت متثاقله وأخذت أتمطى فى كسل نظرت الى الساعه الفاخرة المعلقة على الحائط

فإذا هى العاشرة صباحا....وقلت وانا اتثاءب :ياااه ألازالت العاشرة!!! ليتنى بقيت على

فراشى ساعه أخرى أيضا!!! وسألت نفسى وعلى شفتى ابتسامه شامته:فى اى يوم نحن يا ترى؟؟؟؟

كانت الايام بالنسبة لى تشبه بعضها البعض تماما أيام مكرورة مملة حتى أننى لم أعد أستطيع

التمييز بين بعضها البعض أعجب ما فى الامر أن بين يدى الكثير من المتع والمال ما لم يمنحه

الله لكثيرين من حولى ولذا فالجميع يظن انى أعيش حياة حافلة مليئة بالبهجة !!!!

يا ليت قومى يعلمون!!!!!!!!

ذهبت لأعد شاى الصباح ورأسى يدور بألف ألف سؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عن كيفية قضاء وقتى فى هذا اليوم الذى يبدو أنه سيكون طويلا فتحت المذياع القريب منى فى المطبخ

مذياع وفى حجرة النوم مذياع آخر وفى الصالون الضخم مذياعان وحتى فى حجرة طفلى الرضيع مذياع

بمجرد أن فتحت المذياع الانيق وإذا بأغنيه لمطربه شهيرة وهى ترفع عقيرتها وتردد وتعيد(عندى حاله

ملل) لم أملك إلا أن أضحك بصوت عال والتفت الى المذياع وكأنى أخاطب تلك المطربة أسألها:

أنت أيضا؟؟؟؟؟؟؟ يبدو أننا كلنا فى الهم شرق هو الملل إذن الذى يقتلنى آه ما اقسى هذا العذاب

هو الملل إذن الذى يقتلنى ويزهق روحى لا جديد فى حياتى ..........

لا هدف واضح لا غاية محددة ملل .....ملل يثمر حياة ضنك وشقاء نفسى وهززت رأسى كأنما ابحث عن

جواب لأسئله تخنقنىواذ بالمطربة تجيبنى من بعيد مكملة أغنيتهايمكن محتاجة حب يهزنى ويلفنى ويجينى

من كل اتجاه) مرة اخرى التفت الى المذياع وقلت: يا فلانه اعتقينى لوجه الله!!!!

خبطت المذياع فى انفعال وأغلقته قبل أن تكمل المطربه وصلتها كان الشاى وقتها قد استوى

وصببت لى كوبا ومشيت نحو الصالون جرائد الصباح تنتظرنى فى مكانها كوم من المجلات المختلفة متناثرة

على الطاولة التلفاز ذو الشاشة الفاخرة كأنما يدعونى فى إغراء أشرطة الفيديو المكدسة تحتاج

الى من يعيد تنظيمها جهاز الحاسوب بكل متعلقاته يستعد لاستقبالى وألوان من المتع تتناثر حولى

ومع هذا لا أدرى ما سر هذا الضيق الذى يخنقنى جلست أفكر أو بالأحرى جلست ساهمة أحملق فى فراغ

غير أن كلمات الاغنيه عادت ترن فى أذنى بقوة فأخذت أتسأل: أأكون فعلا محتاجه لجرعه من الحب حتى

أخرج من حالة الإختناق هذه!!!!!!!!

ووجدت نفسى أردد:أكيد.....أكيد.... لكن كيف؟؟؟؟؟؟ألست أزعم أننى أحب زوجى الذى وفر لى كل

ما أرغب فيه وما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين؟؟؟؟؟؟؟؟

ألست أحب أمى وأبى اللذين ربيانى بدلال منقطع النظير؟؟ ألست متعلقة القلب بطفلى الذى أخاف

عليه من النسمة؟؟ ألست أحب صديقاتى اللواتى يظهرن لى ألوانا من الحب على كل ضرس لون مختلف

ولا أدرى صدقهن فى هذا من كذبهن لكن لى ظاهر الأمر....؟؟سبحان الله ....... أحولى كل هؤلاء الناس

الذين أزعم أننى أحبهم ويحبوننى ثم لا أجد ما يشفى نفسى من عناء هذا القلق الذى يذبحنى بسيفه

سبحان الله!!!!!!

وأخذت أفكر بجد وفى تركيز هذه المرة فى هذه القضيه رددت فى جزم : بل احبهم وأشعر أنى صادقه فى

حبهم ولكن يبدو أننى أحتاج الى حب آخر احتاج جرعة حب من نوع مختلف....

أريد حبا يأخذنى أخذا من نفسى ويسمو بى بعيدا وبعيدا أريد حبا معطاء فياض ينقذنى من هول ما

أعانى من قلق وضنك عيش تتحطم له أعصابى مع مطلع كل يوم لكن ترى من ذا الذى يستطيع أن يعطينى

معشار ما أطلب؟؟؟؟؟

من ذا الذى يستطيع احتوائى بكل هذا الزخم من الحنان الذى اتشوق اليه...؟؟؟ من الذى

باستطاعته أن يدفق على عطفا ورحمه دون أن ينتظر منى الثمن أو المقابل ؟؟ من ذا الذى يمكنه

أن يمنحنى حبا خالصا دون أن يتطلع لما فى يدى؟؟؟

أين أجد الحب الذى يكون له صدى فى قلبى فتنقشع به غشاوته وتزول ظلمته؟ هل هنالك أحد من الخلق

يستحق هذا أو على الاقل يحاول؟؟؟؟؟ وشعرت عند هذه النقطة برغبة فى البكاء وأنا أردد:

ياااااا إلهى الرحمة......الرحمة......!!!!!!!!

لا أدرى كم من الوقت مضى وأنا أفكر وأسأل وأجيب....وأعيد الأسئلة واطرح لها أجوبة حين انسابت

دمعات من عينى وأنا فى هذا الحال شعرت بدفقه نور تغمر قلبى فتنقشع معها ظلمة كانت تلف قلبى ..

شعرت بلون من السكينه يفيض على نفسى ولا أدرى لماذا لم أكمل جلستى تلك لأزداد فيضا من نور

بركة تلك اللحظة .

ربما الشيطان غاظه أن أصل الى تلك الحال الطيبة غاظه أن يجدنى قد وضعت قدمى على طريق الخلاص من

أسر وساوسه.فكأنما نخس بخاصرتى وإذا بى أقوم بحجة أننى لابد أن أتولى إكمال تنظيف البيت فى غياب

الخادمه فى هذا اليوم الطويل وشرعت فى عملى لكن أسئلتى لازالت تؤرقنى دون أن أصل لإجابه واضحة

مكتملة كان آذان الظهر قد أوشك فتحت المذياع مرة أخرى .

فكان أول ما سمعت هذه المرة صوت الحق تبارك اسمه يدوى فى نبرة شجية مؤثرة:

(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله)

العجيب أن المقرىء أخذ يعيد فى هذه الآيه مرتين وثلاث كأنما ليقرر معناها فى قلبى وعقلى.

ووجدت لهذا الصوت هزة فى اعماقى وكأن نورا خرج من المذياع وضمنى إليه بقوة وبحنان لينسينى كل

ما كنت فيه من الضياع والملل والشعور بالقلق .

هذه الآية رجتنى رجا شعرت ببركتها وأحسست بأنوارها وضعتنى على الطريق مباشرة ...... قذفتنى

الى قلب النور من أقرب طريق علمتنى كيف أحب من أحب.....قالت لى بلسان عربى مبين :

من أراد الحب حقا فهذه معالمه!!!

أليس الله خالقنى ورازقنى !! هو الذى ينبغى أن يكون الحبيب الذى لا قبله ولا بعده حبيب؟؟؟؟

وكل محبه لغيره فإنما تكون من أجله وفى طلب رضاه هو؟؟ سبحان الله أيكون حبيبى معى وأمامى ولا

أراه ...!؟

أيكون فى قلبى وفى بؤبؤ عينى وأغفل عنه؟؟!!أيكون شلال النور يتدفق فى روحى ومن حولى وفوقى ومن

تحتى وفى كل مكان ....سبحان ربى .....سبحانك اللهم......

لا تؤاخذنى يا رب بما فعلت نفسى السفيهة..؟؟ كم أنا جاحده لك مع أنى أزعم أنى مشتاقة اليك..!!

سبحان الله كم استحق أن يعذبنى بألوان العذاب...!! يعطينى فلا أشكر يقربنى فأبتعد....!!!

يقوم على وعلى راحتى فأغفل عن ذكره وأنساه..وما هو بحاجه لى ولا إلى أحد من العالمين ولكن رحمته

بى سبقت غضبه لكن فضله على وكرمه معى ولطفه بى يرعانى ولا يغفل عنى شعرت بفيض من الحياء يغمرنى

بشكل لا يتصور تركت كل شىء بيدى وهرولت إلى المتوضأ وتوضأت بشكل أعجز عن وصفه وقمت لأصلى و

أنا أشعر أن تلك الآية وما تلاها من مشاعر قد غسلتنى تماما وصففت قدمى للصلاة ورفعت يدى مع

رفع صوتى وأنا أقول (الله أكبر) .

أهتز بدنى وأنا أمد صوتى للمرة الثانيه ب(الله أكبر) لا أدرى لماذا أعدتها....

لكن هناااااا وجدت نفسى أتلعثم تماما عاجزة عن قول أى شىء لا لنسيان ألم بى ولكن لأن حالة

الحياء من الله عادت تغمرنى بقوة حتى أمتلىء بها قلبى كله ولا أدرى كيف دار لسانى بعد ذلك وحينما

هويت ساجده الى الارض وجدت نفسى أبكى بحرقة وأنا أقول وأردد وأكرريااااا رب ...ياااا رب

هل تقبلنى....؟؟؟؟) ولأول مرة فى حياتى أحس أن الله قريب جدا منى.

وعدت أقول وأكرريااا رب ....يااا رب ....هل تقبلنى؟؟؟).

كل الأدعية تلاشت كل الأذكار التى كنت أحفظها رغم قلتها لم أعد أتذكر منها شىء فى تلك اللحظه

فقط بقى لسانى وقلبى وعقلى وكلى يردد وأنا أجهش ببكاء شديد:

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>يااااا رب ..... يااااا رب .......هل تقبلنى؟؟؟؟؟<<<<<<<<<<<<<<<